Menu

جمال الشريف
رحمة الله عليه(ها) جمال الشريف

قــال تعالــى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم واستغفر الله واتوب اليه
تلقيت منذ لحظات نبأ وفاة أخي وصديقي وزميلي جمال الشريف متفقد العلوم الفيزيائية بقابس على إثر حادث مرور قرب مدينة قبلي …
هذا الخبر الصاعقة الذي زلزل الكيان ودمّر القلب وتركني لا أقدر على الكلام ولست قادرا على استيعاب الموقف لتدمع العين حزنا على فراقك يا أروع الاصحاب وأعز الاخوة وأنقى الناس …
فراقك لي لا يشبهه أي فراق لقد كنت أخا صادقا صدوقا وصاحبا اشتاق الى جلساتك في كل الأماكن، فراقك المحزن اخذ مني جزء من الحياة وافنى من حياتي جزء من الذكريات التي لن تعود أبدا لأنك لن تعود …
لا أقدر على التعبير ولا على الكتابة ولا على الكلام كما عودتك يا صديقي … فقط دمعاتي …
الرحمة لك وجنة الخلد بإذن الله …
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وعامله بما انت اهلا له ونجه من عذاب القبر وادخله الفردوس الأعلى دون حساب ولا سابقة عذاب …
اللهم ارزق اهله الصبر واجرهم في مصيبتهم…

سأكتب اليوم وكأنني لم أكتب أبدا …

سأكتب على غير عادتي وسأتذكر اليوم على غير عادتي أيّاما وسنوات وصورا وحكايات وسأبكي اليوم كثيرا نعم سأبكي أخي وصديقي وزميلي جمال الشريف متفقّد مادّة العلوم الفيزيائية أصيل مدينة سوق الأحد بقبلي ..

في ذكرى وفاته الأولى أقول انّا لله وانّا اليه راجعون، لله ما أعطى ولله ما أخذ، رحمك الله يا أخي جمال وغفر لك وأسكنك فراديس جناته ..

لقد عرفته صدفة يوم 6 رمضان الموافق 7 سبتمبر 2008 “بالسيناف” بقرطاج عندما باشرنا فترة تكوين متفقدي التعليم الثانوي موسم 2008/2009. لقد كانت صدفة من السماء لا أروع منها ولا أفضل منها في أول أيام التكوين عندما دخلت غرفة رقم 11 ووجدته هناك …

تواصلت الرحلة معه سنتين متتاليتين في السيناف من الغرفة الى المشربة الى مقاهي الكرم وقرطاج وكورنيش المرسى …

وكانت مقهى قرطاج درمش أهمها وأفضلها وهي التي احتضنت أيضا آخر جلسة لي معه يوم الاثنين 8 جوان 2015 وكنّا تواعدنا على لقاء آخر مع دورة المراقبة بعد 15 يوما ..

لكن الأقدار سبقتنا …

لم أعد الى تلك المقهى الى يومنا هذا … بل لم أزر السيناف الا بعد سنة تقريبا في الدورة الرئيسية للبكالوريا 2016 …

لقد عرفته رجلا كريما حنونا طيّبا، يحمل رجولة البدوي الجنوبي يصدح بكلمة الحق ويتمتع بثقافة الاخوة والاحترام …

وتواصلت رحلتنا رغم تعيينه بالمهدية وتعييني بتوزر وكنّا في تواصل مستمر ولم تتغيّر يوما أخوّتنا وصداقتنا بل تعمّقت وأصبحت عائلية وانتقل فيما بعد للعمل في قابس وكان يحلم أنه سيباشر هذه السنة في قبلي …

وتواصلت رحلة الأخوة والصداقة الى يوم ان هاتفني أخي وصديقي معز التواتي ليخبرني بالخبر الصاعقة مساء الثلاثاء 6 رمضان أيضا الموافق 23 جوان 2015 …”باش نقلك خبر موش باهي … ” في قرارة نفسي قلت إن مكروها أصاب أحد أفراد عائلته … وواصل معز قوله “… جمال الشريف عمل حادث وتوفّى … “

لا حول ولا قوة الا بالله …

خبر هزّ الكيان وأحزن الروح وفجّر الدموع بدون إرادة …

خبر من أسوأ ما سمعت في حياتي …

لقد كان عائدا من العمل بعد أن أكمل مهمته في مراقبة مركز اختبار بكالوريا في أول أيام دورة المراقبة

بالحامة من ولاية قابس وعند دخوله مدينة قبلي انحرفت به السيّارة لتصطدم بشجرة ويتوفى على عين المكان ..

لقد غادرنا تاركا ورائه أرملة و4 أطفال أكبرهم يدرس في السنة الأولى ثانوي …

يوم 24 جوان 2015 كان يوما حزينا مظلما في قبلي وفي الصحراء عامّة ..

المعذرة لك أخي جمال ولكم جميعا لأني الى حد الان وأنا أكتب هذه الأسطر لم أستطع أن أتمالك نفسي وأجمع الكلمات لأعبر بها كما تعوّدت أن أكتب وأعبّر ..

كما عرفتني يا صديقي في حياتك وفيا فأنا بعد مماتك لازلت وفيّا ..

فقط أردت أن أقول بهذه النشرية إنني لن ولن أنساك وسأذكر ما دمت حيّا ..

فقط أردت أن أترحّم عليك وأدعو لك بالمغفرة والرحمة ..

رحمك الله …

خالد كشبوري 21 جوان 2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *