” إنّا لله و إنّا إليه راجعون ” اِنتقل صبيحة اليوم إلى جوار الله تعالى الأستاذ عمار حجلاوي أستاذ الرياضيات بمعهد سيدي بوزيد غفر الله له و رزق أهله الصبر
رحيل الصمت والخميس الاسود
كانت عقارب السّاعة تقترب من الثامنة صباحا يوم الخميس الماضي 2016/05/05 والجميع بمعهد سيدي بوزيد عملة وموظفين وتلامذة في انتظار دق الجرس لتحيّة العلم وبداية يوم عمل جديد وفجأة خيّم على المعهد صمت رهيب وغاب صوت فيروز .
عبست الوجوه و تكدرت النفوس ،
والجميع يتساءل ويتمنّا أن يكون الخبر غير صحيح
فتأكّد النّبأ ومزجت انغام النّشيد الوطني بالدّموع
تذرف على خدود من لم يستطع كبحها ولو لحين
ومن بعده الفاتحة ودعوات رحمة للرّب الكريم على روح الفقيد .
وظل ذاك الخميس كغير كل خميس ، كان اسود و جد كئيب .
فقد اختطف منا الموت ذاك الصباح ابن معهدنا الصديق والزميل الفاضل استاذ الرياضيات
عمار حجلاوي عن سن ناهزت التاسعة والخمسين عاما قضى منها ثلاثة عقود ويزيد في البذل والعطاء و تدريس النّاشئة جيلا بعد جيل دون ملل ولا كلل حتى آخر نفس، حريصا على إفادة منظوريه ، رؤوفا بهم ، متحملا شقاوتهم .
لم يعرف كرها ولا عداوة لأي كان ، صديق الكل .
ذو قلب صاف وأخلاق عالية ، قنوع و محب للخير وللبلاد .
خفيف الظل والخطوات ، ذو طبع هادئ فصوته رنيم
وحركته خفيه ، فحتى الارض كان بترابها رحيما .
استاذنا العزيز رحلت بغتة وبصمت ولم تودع احدا او توصي بشيء ،
وتركت لوعة في القلوب وجرحا في النفوس وصوت لازال يرن في الاذان
تعكسه الواح قاعات وجدران وممرات معهد امضيت فيه عمرا تلميذا ثم استاذا
وكانت مشيئة الله ان تفارقنا ذاك اليوم ولا اعتراض على امر الله .
رحمك الله يا عزيز نفسك ومحبيك والى جنات الخلد انشاء الله.
اترك تعليقاً