Menu

سهير بكاره
رحمة الله عليه(ها) سهير بكاره

الله اكبر وانا لله وانا اليه راجعون
~المغفور لها باذن الله تعالى:
سهير بكاره امراة حديدية بقلب ملاك~
عندما اوقعها ذاك الذئب الذي يجوس غابة الطيبين بمنجل الموت الصدئ في شراكه لم تفكر مدام سهير، كما يحلو للجميع مناداتها، في جسدها العليل ولا في ليلها الطويل ..بل بكت بحرقة من اجل عائلتها ولانها ستتغيب على اطفالها نعم تالمت كثيرا ولا احد تالم لحالها أو قاسمها ما تشعر به … كانت تقطع رخصتها المرضية وتتحامل على نفسها فتعض على وجعها دون ان تكترث لنصائح زملائها بعدم اجهاد نفسها …سهير طلبت من السيد المدير ان يكون يوم راحتها الاسبوعية هو يوم جلسات التداوي المتعبه حتى لا تتغيب على فلاذيذها
..تقطع رخصتها المرضية لتعود للعمل..تقف لوقت طويل بجسم عليل تكابد الالم ولا تتخذ من الكرسي مطيّة لاستراحة مسافر مكلوم …
عندما يشتد بها المرض ويضطرم حشا ذاك الذئب جوعا لياكل من جسدها ويفتت اعصابها فيدفعها الى إناخة عكاز السفرة لحين ميسرة كانت لا تتقاضى من المرتب الا نصفه ،دراهم معدودات لا تفي دواء باهض الثمن…
كنت اسمع بان المربي شمعة تحترق من اجل انارة الدروب حتى رايت بأم عيني دربا يقطع حتى لا ينيره الواهبون للحياة معنى لانسانية تاهت وسط العتمة… سهير لم يكرمها سوى زملاؤها بمدرسة المحج ولم يهتم المشغل لحالها حية بتوفير راتب يضمن لها العلاج او راحة مطولة ولا بترقية مستحقة حيث كانت غير قادرة على حضور ايام التكوين ولا ميتة ولو بارسال برقية تعزية…لم تكن سوى رقم بين طيات دفاتر الوزارة المنسية لكنها نجمة ساطعة وعلامة فارقة في قلوب اطفالها وعائلتها واصدقائها وزملائها

لقد حق فيك قول الشاعر يا شهيدة الواجب وحاملة لواء المربي :علم واخلاق وتفان :

أحقٌ أنّهم دفنوا عليّا
وحطواْ في الثرى المرء الزكيّا
فما تركواْ من الأخلاق سمحاً
على وجه التراب ولا رضيّا

رحمك الله مدام سهير واسكنك فراديس جنانه اميييين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *